أِمْرَأَةُ فَاضِلَةُ ، قوتها نابعة من أخلاقها السامية الشريفة وعقلها الراجح قبل أيّ شئ آخر ، بهَا يَثِقُ كل من يَعّرَفْها ، تِثّمَر اَفْكَارهَا بإبداع ، سِرَاجُهَا لاَ يَنْطَفِئُ بَالعَطَاءُ ، تَمُدُّ يََدَيْهَا لَكُلَ طالبْ عَلمْ ، وتَبْسُطُ كَفَّيْهَا بَمَا أدخَرتُ من معرفة ُ لطلاَبْهَا بيدينً راضيتين لأن قلبها مفعم بالسلام والفرح والشكر .
د. سوزان القليني ، إنسانة قوِيةُ ..وحكيمة ، مُستقّلةً فى رأيها ، لا تسعى للحصول على الاهتمام ولاتخشى من التعبير عن رأيها ، لديها رسالة ، أمامها هدف ، درَّبتْ نفسها على تلك الصفات ، لذا أصْبَحَتْ إمرأة مميَّزة وقدوةً يُقتدي بها .
***
ولأن الإعلام رسالة ، والرسالة كونها عظيمة ، لايكلف بها إلا الأنبياء والمرسلون ، الذين يدعون دائما للسلم والأمن والتعايش ، والإعلامي رسالته الصدق والوعي والتربية والتثقيف وإيماناً منها برسالة الإعلام ودوره فى تفعيل القيم الإنسانية ، وسلامة النسيج المجتمعي وثقافة وبناء الوعى والإدراك تطالعنا الدكتورة سوزان القليني على صفحتها بال “Face Book “ صباح كل جمعة لتعلّمنا دروساً فى قالب قصصي قصير ترويها تحت عنوان ” حكاية الجمعة ” .
تروي القليني حكايات عن العطاء والاحترام وحسن المعاملة في العلاقات البشرية ، وقصص مؤثرة تعكس صورة الأم كمثال للعطاء اللامحدود ، وكأعظم مخلوقات الله على الأرض . حكاوي تتحدث عن الأمل والثقة في القضاء والقدر ، ومئات القصص عن ” الثقة والخيانة ” ، ” الخلاص والغدر ” ، ودروس عن الألم والأمل ،اليأس والإصرار ، والشجاعة والتفاؤل وأن الحب يمكن أن يتحول إلى قوة عظيمة ، وأن الإرادة تجلب شروقاً جديداً يلهم القلوب ويمنحها القوة للمضي قدماً .
***
لم يقتصر نشاط نجمتنا على منصبها الأكاديمي ، فلها إسهامات كبيرة فى العطاء المجتمعي ، فهي ترأس لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة ، مبدعة بالكثير من الأفكار ومساهمة فى العديد من الأنشطة والفعاليات بهدف رفع الوعي بمناهضة العنف ضد المرأة ، ولقاءات حول ثقافة العنف ، ودور المرأة المصرية في مكافحة الفساد ، وأهمية البحث والتكنولوجيا فى مناهضة العنف ، ودور الدراما في التصدي لهذه الظاهرة ، كذا دعم المرأة الريفية في القيادة الاجتماعية وريادة الأعمال ، وعمل دورات تدربيه تفاعلية لقاضيات مجلس الدولة وأعضاء هيئة النيابة الإدارية حول مهارات القيادة ومناهضة العنف ، كما شاركت مع منظمة الأمم المتحدة فى حملة لرفع الوعي العام ،والعمل على إيجاد حلول جذرية لهذه القضية العالمية . بالإضافة لمشاركتها في العديد من الحملات التوعوية كحملة التاء المربوطة، وحملة صوتك لمصر بكرة، إضافة إلى حملة شباب وشابات بلا أنيميا، وغيرها من الحملات الأخرى .
***
امرأة غير عادية ، وأستاذة إعلام متميزة ، ليس لأن تتلمذ على يديها مئات الإعلاميين المتميزين فى مصر والبلاد العربية أو لأنها قدمت للمكتبة العربية 15 كتاباً وأكثر من خمس وعشرون بحثاً علميًا وأشرفت على مايزيد من مائة رسالة ماجستير ودكتوراة ، بل لأن لها العديد من الأنشطة خارج أسوار الحرم الجامعي للجامعات المصرية فالدكتورة سوزان يوسف أحمد القليني عضواً في التشكيل الجديد للمجلس القومي للمرأة ، ومستشارة إعلامية بمجلس الشعب ، و وزارة الصحة والسكان ، وعضوة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، وشغلت منصب ومديرة مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية، ثم تقلدت منصب عميدة المعهد الكندي لتكنولوجيا الإعلام الحديث، ثم مراجع خارجي معتمد لدي هيئة ضمان جودة التعليم حتى الان ، وكذلك الأمين العام لمركز التعاون الأوروبي العربي وحتى الآن، وأستاذ وأمين مجلس قسم الدراسات والبحوث الإعلامية بمعهد البحوث والدراسات العربية، ونائب رئيس لجان التحكيم بمهرجان الإعلام العربي . للقليني بصمة أيضًا في العمل الأكاديمي خارج مصر، حيث ترأست قسم العلاقات العامة والإعلام بكلية الإمارات للتكنولوجيا بالإمارات ، ثم عميدة الإعلام بكلية الإمارات للتكنولوجيا ، كما كانت ممثلًا لجامعة عين شمس ومنسقًا لملف فرع جامعة عين شمس في دبي منذ عام 2014 وحتى الآن . إلى جانب المشاركة مع كلية الإعلام جامعة Ottawa بكندا لوضع معايير التقييم للدراسات الإعلامية باللغة الإنجليزية التابعة لجامعة Ottawa بالمعهد الكندي للإعلام، والمشاركة في وضع تصور لإنشاء الاستوديوهات التعليمية بكل من المعهد الكندي للإعلام، كلية الإمارات للتكنولوجيا، كلية الآداب جامعة عين شمس، الجامعة العربية المفتوحة، والمشاركة في وضع اللائحة الدراسية لمعهد الشروق الدولي للإعلام، والإشراف وتنفيذ مشروع الإرشاد الزراعي من خلال وسائل الإعلام المشروع الأمريكي المصري (جامعة أيوا الحكومة و المعهد العالي للتعاون الزراعي)
..ايضا لتفوقها فى تطوير العملية التعليمية والبحثية ، وهي حاصدة للجوائز وشهادات التقدير ، حيث حصلت على جائزة مركز شباب النيل، ثم توالت الجوائز، إذ أنها حصلت على جائزة مركز شباب النيل وجائزة اتحاد إذاعات الدول العربية من جامعة الدول العربية في 2001، وجائزة جامعة سيدي محمد بن عبد الله – فاس في 2004، وفي 2006 حصلت على جائزتي مدينة الإنتاج الإعلامي، و معهد البحرين للتنمية السياسية، وفي العام الذي يليه حصلت على جائزة كلية اللغة العربية – قسم الصحافة والإعلام – جامعة الأزهر، ثم جائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية بالرياض في 2011، وفي 2014 حصلت على جائزة هيئة الإمارات للهوية، وفي العام نفسه أيضًا حصلت على جائزة التميز من المعهد الكندي للإعلام، وبعدها بأعوام أربع حصلت على جائزتي أفضل مائة شخصية عربية، وجائزة جامعة عين شمس التقديرية.
***
قصة هذه السيدة المثابرة ، وحياتها العملية وسيرتها الذاتية المذهلة ، تصلح أن تكون نموذجا لجهاد المرأة المخلصة صاحبة الهمة العالية ، ودرساً لأجيال الشباب القادم ليحمل سراج الإعلام ، فكانت من أوائل خريجي دفعتها في قسم الإذاعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة 1982، ما أهلها وعن جدارة لتكون مدرس مساعد بقسم الإذاعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة 1986، ثم أصبحت مدرس بقسم الإذاعة كلية الإعلام جامعة القاهرة 1989، وفي 1990 حصلت على درجة الأجازة العالية الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، ثم أصبحت أستاذًا مساعد بقسم الإذاعة كلية الإعلام– جامعة القاهرة 1995، وفي سنة 2000 حصلت على درجة الأستاذية. في 1998 كانت لها نقلة نوعية، حيث التحقت بجامعة عين شمس وأسست قسم الإعلام بكلية الآداب، وبقيت رئيسا للقسم حتى سنة 2009، ثم رئيس قسم علوم الاتصال والإعلام – كلية الآداب جامعة عين شمس 2014، ثم أصبحت عميدا لكلية الآداب جامعة عين شمس سنة 2015 حتى 2019، وساهمت في تطوير المشروعات الجامعية بجامعة عين شمس، وإعداد وتصميم برنامج الإعلام الإلكتروني المهني بمركز التعليم المفتوح – جامعة عين شمس ، وحصلت عن جدارة على منصب رئيسة للهيئة الاستشارية العليا للاتحاد الإفريقي الأسيوي للمرأة “منظمة تضامن الشعوب الافريقية الاسيوية.
***
وهنا لابد أن يتوقف القلم فقد داهمني الوقت فاليوم 8 مارس والعالم يحتفل بيوم المرأة العالمي ، لأقدم تهنئتي لك ياسيدتي ، ولنساء الإعلام من الأكاديميات اللذين حظيت بالكتابة عنهن ، ولكل أمرأة على ارضنا الغالية ، فهن بحر العطاء ،و حجر الأساس فى بناء مجتمعنا .
واعذريني ياسيدتي إذا كنت قد غفلت الكثير من إنجازاتك وعطاءك ، فالفيض الكبير من الإنجازات والمساهمات للحياة العلمية والعلمية كثيرة ومذهلة ،لدرجة أنه قد يظن البعض ،أنها من نسج خيال الكاتب .
مودي حكيم