الرئيسية / دنيا الفنون / هل تجني أنجلينا جولي ثمار نجاحها مع فيلمها الجديد؟

هل تجني أنجلينا جولي ثمار نجاحها مع فيلمها الجديد؟

أين أنجلينا جولي؟ بعد مرور 25 عاماً على فوزها بجائزة الأوسكار عن أدائها المذهل كشابة مريضة نفسياً في الفيلم الدرامي “فتاة، قوطعت” “Girl, Interrupted”، بدا أن الممثلة قد اختفت من الأضواء. لم تكن مختبئة في قصر في هوليوود هيلز، مثل الممثلة غلوريا سوانسون في فيلم “سانسيت بوليفارد” “Sunset Boulevard”. فهي ما زالت من المشاهير العالميين الكبار، إذ يتم التدقيق في كل تصرفاتها وأقوالها.

هذا الأسبوع، عادت مرة أخرى إلى الأخبار بسبب معركتها القانونية المريرة مع زوجها السابق براد بيت، ولكن مر وقت طويل منذ أن حظي المعجبون والنقاد بمشاهدة أداء تمثيلي كبير لجولي. يبدو الأمر أنه على وشك التغيير.

تعود جولي قريباً إلى الشاشة الكبيرة لتلعب دور مغنية الأوبرا ماريا كالاس في فيلم السيرة الذاتية الجديد للمخرج التشيلي بابلو لارين. فيلم “ماريا”، الذي كتبه ستيفن نايت كاتب مسلسل “بيكي بلايندرز” “Peaky Blinders” وتدور أحداثه حول نهاية حياة بطلة القصة، حظي بضجة كبيرة في الآونة الأخيرة. ويعتقد منتجوه أن الدور الذي ستلعبه جولي سيكون استثنائياً.

بالتأكيد سيتم الحكم على هذا الدور باعتباره عودة درامية للنجمة – التي ظهرت بصورة شبه حصرية في قليل من أفلام الرسوم المتحركة والفانتازيا، خلال السنوات الـ15 الماضية – وفرصة لها لتلعب دور امرأة عاشت حياة مشابهة لحياتها الخاصة. عرفت كالاس باسم “المرأة السماوية”، وقد عاشت هي بدورها حياة مضطربة تحت مرأى ومسمع وسائل الإعلام.

المخرج التشيلي أبدى حماسة في شأن “التحضير الاستثنائي” الذي قامت به جولي لهذا الدور، مما يشير إلى إمكانية أن تنضم بسهولة إلى قائمة الممثلات الأميركيات المرشحات لجوائز الأوسكار عن أعمالهن معه. وسبق أن قام المخرج بإخراج فيلمين عن نساء قويات في لحظات محورية في حياتهن: “جاكي”، بطولة ناتالي بورتمان في دور جاكي كينيدي في أعقاب اغتيال زوجها [الرئيس الأميركي جون كينيدي]، و”سبنسر”، مع كريستين ستيوارت في دور الأميرة ديانا، والذي غطى المرحلة التي سبقت مباشرة إعلانها والملك المستقبلي تشارلز عن نيتهما الطلاق.

ومن المتوقع أن يعرض فيلم “ماريا” لأول مرة في أحد المهرجانات السينمائية في وقت لاحق من هذا العام. وإذا حدث ذلك، فسيجذب بلا شك انتباه النقاد في جميع أنحاء العالم، وبخاصة لمعرفة ما إذا كانت جولي ستقدم أداءً جيداً كأدائها في فيلم “الاستبدال” “Changeling”، وهو فيلم تشويق عن فترة حقبة الكساد للمخرج كلينت إيستوود. وكان الفيلم قد عرض لأول مرة في مهرجان “كان” السينمائي عام 2008، إذ لعبت جولي دور أم عازبة يختفي ابنها في ظروف غامضة. ولقد أكسبها الدور بعضاً من أفضل التقييمات في حياتها المهنية، وكان – حتى الآن – آخر ترشيح لها لجائزة الأوسكار عن التمثيل.

لقد حان الوقت للاعتراف بأداء جولي التمثيلي مرة أخرى، فقد كانت لفترة طويلة ضحية لشهرتها الشخصية. وكما كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” في عام 2008، فإن “دورها كأنجلينا جولي خارج الشاشة أكثر حيوية من الأدوار التي تلعبها على الشاشة”. ومع ازدياد شهرتها، تضاءل تأثير أفلامها. لقد أصبح الجمهور الحديث ينظر إليها في المقام الأول على أنها إضافة متألقة في الأفلام ذات الموازنات الكبيرة – مثل فيلميها “مالافيسينت” “Maleficent” مع شركة “ديزني” بدور الشريرة – أو كبطلة في أفلام الإثارة، كما هو الحال في فيلم “الأبطال الخارقون” (الأبديون) “Eternals” المخيب للآمال نقدياً وتجارياً، وفيلم الإثارة “أولئك الذين يتمنون لي الموت” “Those Who Wish Me Dead” الصادر في عام 2021 والذي حظي بنسبة مشاهدات منخفضة. لقد مر وقت طويل منذ أن لعبت دوراً مهماً في فيلم سينمائي. 

على مدى الأعوام الـ25 الماضية، حققت أفلام جولي 2.4 مليار دولار (1.9 مليار جنيه استرليني) في أميركا الشمالية وحدها، وذلك بفضل نجاح أفلام مثل فيلميها “لارا كروفت” “Lara Croft”، أو أفلام الحركة مثل “وانتد” “Wanted” [مطلوب]، “سولت” “Salt”، و”السيد والسيدة سميث” “Mr. & Mrs. Smith”. ولكن كم من هذه الأدوار احتفظت بالفعل بمواقعها في الذاكرة الثقافية؟ بالنظر إلى شهرتها الكبيرة، فهي لا تملك سوى عدد قليل من المشاركات القوية التي تحمل اسمها. هناك عملها في فيلم “القلب الكبير” “A Mighty Heart” للمخرج مايكل وينتربوتوم الصادر في عام 2007، والذي لعبت فيه دور ماريان بيرل، زوجة الصحافي الأميركي المقتول دانييل بيرل، إضافة إلى دورها في فيلمي “الاستبدال” “Changeling” و”فتاة، قوطعت” “Girl, Interrupted”. كما حصلت أيضاً على جائزة غولدن غلوبفي عام 1999 عن أدائها المميز في فيلم “جيا” “Gia” الذي أنتجته قناة HBO، والذي يدور حول مأساة عارضة الأزياء جيا كارانجي. ولكن قد يكون هذا كل شيء. جولي نفسها كانت قد أعربت عن مشاعرها المختلطة تجاه صناعة الأفلام الأميركية، وهو ما أسهم على الأرجح في سجل أفلامها غير المنتظم. في العام الماضي قالت لصحيفة وول ستريت جورنال: “لأنني نشأت في جو هوليوود، لم أكن أبدا منبهرة بها. لم أرها أبداً على أنها مهمة”. وطبعاً جولي هي ابنة الممثل الحائز جائزة الأوسكار جون فويت والممثلة مارشلين برتراند. ولأكثر من 20 عاماً، كانت أكثر تحدثاً وشغفاً في مناقشة عملها الإنساني مقارنة بمسيرتها السينمائية.

ومع ذلك، فإن المهتمين بالنميمة البذيئة حول الأثرياء والمشاهير لم تنقصهم أبداً المواد عندما يتعلق الأمر بحياة جولي. من التقارير عن تعاطي المخدرات والجنس إلى الزيجات الفاشلة، كانت قصصها مادة وفيرة لهم. حتى أنها قد اشتهرت بارتداء قميص مكتوب عليه بالدم اسم “جوني لي ميلر” عندما تزوجته في عام 1996. ونقل عن ميك جاغر قوله إن جولي “أخافته” عندما التقى بها في التسعينيات. كذلك تم الحديث بكثرة عن انفصالها عن بيلي بوب ثورنتون وبراد بيت.

بالنسبة لعديد من الذين تعاونوا معها في الأفلام، كان هذا كله بمثابة ضجيج. أخبرني المنتج أندرو إيتون عن وقت قضاه معها في فيلم “القلب الكبير” “A Mighty Heart”: “لقد أحببت العمل معها”. يتذكر أنها كانت قريبة من ماريان بيرل الحقيقية قبل أن يبدأ الإنتاج. وقال: “لقد بدت لنا مثالية لهذا الدور، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنهما كانتا صديقتين، ولكن أيضاً لأنها انغمست كثيراً في تلك الشخصية. إنها على الأرجح أكثر شخص مشهور عملت معه على الإطلاق، ولكنها أيضاً الممثلة الأكثر احترافاً التي عملت معها على الإطلاق”.

يتذكر إيتون أن التصوير كان صعباً، لا سيما مع مدينة بيون الهندية، التي حلت محل مدينة كراتشي في التصوير. ومع ذلك، لم تشتكِ جولي ولو مرة واحدة من صعوبات الموقع أو التغييرات المفاجئة في جدول تصويرها. ويقول: “لقد كانت دائماً كريمة ومحترفة في هذا الموضوع. لقد كانت واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين يمكنهم القيام بمشهد جدي للغاية ثم في الدقيقة التالية تجعلك تضحك. لقد وجدتها منعشة ولطيفة بصورة لا تصدق. لا يبدو أنها تتصنع على الإطلاق. كمنتج في موقع التصوير، غالباً ما تجد نفسك إما متضمناً ضمن هذه الدائرة الداخلية أو مستبعداً. أنا حقاً أحب الأشخاص الذين يمكنهم التوجه نحو الكاميرا عندما يصرخ المخرج “تصوير” ويصبحون تلك الشخصية بصورة كاملة وبمجرد انتهاء هذا المشهد، يمكنهم العودة إلى طبيعتهم”. عندما كانت زوجة إيتون وأطفاله يأتون لزيارته في موقع التصوير، كانت جولي دائماً تخصص وقتاً للتحدث معهم. يقول: “ليس كل الممثلين هكذا، خاصة النجوم الكبار”.

في السنوات التي تلت إنتاج الفيلم، شاهد إيتون مسيرة جولي المهنية من بعيد. ويوضح قائلاً: “لا أعتقد أنها تحصل على القدر نفسه من التقدير الذي ينبغي لها الحصول عليه. أجد أن ما حدث في علاقتها مع براد بيت محبط للغاية… لقد بدا أنهما في حالة حب كبيرة ويعملان معاً بصورة جيدة للغاية. كل التداعيات التي نتجت من ذلك تجعلني أحزن”. وكان براد بيت قد عمل في الفيلم نفسه كمنتج.

في حين أصبح ظهور جولي أمام الكاميرا السينمائية نادراً، أمضت العقد الماضي في بناء مهنة موازية كمخرجة، مع أربعة أفلام تحمل اسمها. ومن المقرر أن يعرض قريباً فيلم خامس بعنوان “بدون دماء” “Without Blood”، وهو مستوحى من رواية أليساندرو باريكو وبطولة سلمى حايك. ولكن إذا شعرت أن أعمال جولي الإخراجية قد فاتتك ــ ربما باستثناء فيلم الدراما الرومانسي التي تعرض لانتقادات شديدة “بجوار البحر” “By the Sea”، والذي لعبت فيها هي وبراد بيت دور زوجين في حالة من الاضطراب ــ فأنت لست وحدك. لم يكن أي من أفلامها واضحاً أو تقليدياً. فيلم “في أرض الدم والعسل” “In the Land of Blood and Honey” الصادر عام 2011 تدور أحداثه خلال حرب البوسنة ويحكي قصة امرأة مسلمة كانت على علاقة غرامية مع آسرها الصربي. فيلم “غير مكسور” “Unbroken”، الذي تلقى مراجعات متفاوتة في عام 2014، كان عبارة عن ملحمة البقاء على قيد الحياة في زمن الحرب. في عام 2017، قدمت أجرأ فيلم لها: “أولاً قتلوا والدي” “First They Killed My Father”، حول التجارب المروعة لجندي طفل خلال فترة الخمير الحمر في كمبوديا. وأصبحت جولي مهتمة بتاريخ البلاد خلال عملها الإنساني، وتبنت ابنها الأول مادوكس من دار للأيتام في عاصمة كمبوديا عام 2002. أخبرني ريثي بان، منتج فيلم “أولاً قتلوا والدي” (الذي تم اختيار فيلمه الجديد “موعد مع بول بوت” “Rendezvous Avec Pol Pot” هذا الأسبوع لمهرجان كان السينمائي)، أن جولي أرادت لفترة طويلة تصوير القصة الأساسية للفيلم – قصة صديقتها أونج لونج، إحدى الناجيات من حرب نظام الخمير الحمر – لكنها اختارت الانتظار حتى يكبر ابنها مادوكس. يتذكر قائلاً: “[أرادت منهم] أن يرووا هذه القصة الرهيبة عن كمبوديا معاً”. ويضيف أن عديداً من الكمبوديين شاهدوا الفيلم. ويقول: “يمكنك أن تتخيل العبء الذي يتحمله الناجون في حمل ذكرى الموتى وكيفية التحدث لأطفالهم عن هؤلاء المفقودين”. ويضيف: “وهكذا أصبح “أولاً قتلوا والدي” بمثابة مساحة للحوار بين هذه الأجيال، في كمبوديا وأماكن أخرى، لأن هذه القصة عالمية في نهاية المطاف. لقد صنعت [جولي] فيلمها بقدر كبير من الاحترام والكرم. لقد اهتمت بكل التفاصيل. ولهذا السبب، أنا مدين لها بكثير من الحب والصداقة الحقيقية”.

إن صورة جولي التي رسمها كل من بأن وإيتون بعيدة كل البعد من الطريقة التي تصورها بها صحف النميمة – على أنها المرأة التي “سرقت” براد بيت من زوجته آنذاك جينيفر أنيستون، أو على أنها امرأة فاتنة شريرة ذات ماض متقلب. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان دورها بلعب شخصية ماريا كالاس سيرفع من مكانتها كممثلة مرة أخرى، ولكنه سيكون منعطفاً إيجاباً بالنسبة لجولي لكي تكسب احترام النقاد مرة أخرى. إنها كانت دائماً تستحق الاحترام أكثر بكثير مما كان المتصيدون والمنتقدون على استعداد لتقديمه.

                                                                                                                                                  جيفري ماكناب

© The Independent

شاهد أيضاً

افتتاح مهرجان “موسكو” السينمائي الدولي الـ46

افتتح يوم 19 أبريل في موسكو مهرجان “موسكو” السينمائي الدولي الـ46. وأقيم حفل افتتاح المهرجان …