
الشريك المدير لشركة LMD
يُعد قطاع البناء في الخليج من أكثر القطاعات تقدماً في مجال الابتكار التكنولوجي، وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي حققه هذا القطاع، فإنه يواجه تحديات كبيرة مثل ارتفاع التكاليف، وصعوبة تأمين العمالة، والحاجة الملحة لاعتماد ممارسات أكثر استدامة، في ظل هذه التحديات، تظهر تكنولوجيا العقارات (PropTech) كحل استراتيجي واعد، حيث يمكن أن تخفض تكاليف البناء في الإمارات إلى النصف.
تتمتع تكنولوجيا العقارات بقدرة فريدة على تحسين العمليات، وتقليل الفاقد، وتسريع وتيرة البناء، ما يجعلها واحدة من المحركات الرئيسية لإعادة تشكيل مستقبل صناعة البناء في الدولة.
الذكاء الاصطناعي: العمود الفقري لإدارة المشاريع. أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم أكثر من مجرد أداة، إنه العمود الفقري لإدارة المشاريع، بدءاً من التصميم الأولي وحتى الانتهاء من المشروع، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحسين كل مرحلة من مراحل عملية البناء، وخير مثال على ذلك هو استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالتأخيرات المحتملة المتعلقة بالطقس وتوافر العمالة وإمدادات المواد، تساعد قدرات الذكاء الاصطناعي التنبؤية في ضمان سير العمل بسلاسة من خلال التنبؤ بالمشكلات المحتملة قبل أن تتفاقم، ما يضمن بقاء المشروع على المسار الصحيح رغم التحديات في بناء أطول الهياكل وأكثرها تعقيداً على مستوى العالم.
في الإمارات، حيث تتسم الجداول الزمنية للبناء بالضيق والمخاطر بالارتفاع، يعزز الذكاء الاصطناعي قدرته على اكتشاف المشكلات ومعالجتها بشكل فوري، ما يجعله عنصراً أساسياً لضمان إتمام المشاريع في الوقت المحدد وضمن الميزانية المقررة.
الروبوتات: تسريع البناء وتعزيز الكفاءة
في الماضي، كان استخدام الروبوتات في البناء يبدو كحلم من أفلام الخيال العلمي، لكنه أصبح واقعاً في الإمارات اليوم، يتم استخدام الروبوتات لتسريع البناء، تعزيز الدقة، وتقليل الحاجة إلى العمالة البشرية، على سبيل المثال، يساعد روبوت “جيبوت” (Jaibot) شبه الآلي في مهام الحفر العلوية بدقة، ما يقلل من الحاجة للعمل اليدوي، كما يسهم نظام “شندلر للتركيب الروبوتي” (R.I.S.E) في تركيب المصاعد للمباني العالية، ما يعزز إمكانيات الأتمتة في مشاريع البناء المتطورة، بالإضافة إلى ذلك، يسهم روبوت “ويبيلد” (WEIBUILD) في تسريع عملية التجصيص، ما يعزز التناسق ويزيد من الكفاءة.
الطباعة ثلاثية الأبعاد: ثورة في صناعة البناء
تعتبر الإمارات اليوم رائدة في تبني تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تعد واحدة من أكثر الابتكارات الواعدة في قطاع البناء، وفقاً لاستراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، تسعى المدينة لأن يتم بناء 25% من مبانيها باستخدام هذه التقنية بحلول عام 2030، تتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد تقليل تكاليف البناء بنسبة تصل إلى 90% وتقليص احتياجات العمالة بنسبة تصل إلى 70%، كما تسهم في إنشاء بيئة أكثر استدامة وكفاءة، ما يتماشى مع رؤية الإمارات المستقبلية في بناء مدن ذكية ومستدامة.
الطائرات بدون طيار: مسح دقيق ومراقبة فعّالة
تُستخدم الطائرات بدون طيار لالتقاط صور جوية دقيقة وجمع بيانات تفصيلية، ما يمكّن من تقييم تضاريس الموقع بسرعة ودقة، فضلاً عن تقديم ملاحظات في الوقت الفعلي ومتابعة تقدم المشاريع الكبيرة، تسهم القدرة على رسم خرائط الموقع بهذا المستوى من الدقة في تسريع المراحل الأولية للبناء، كما تضمن اكتشاف أي اختلافات أو مشكلات في العملية الإنشائية بشكل مبكر، تلعب الطائرات بدون طيار أيضاً دوراً محورياً في عمليات التفتيش على الموقع، ما يقلل من الحاجة إلى الفحوصات اليدوية التي تستغرق وقتاً طويلاً وقد تكون خطيرة على العمال، إن تزايد استخدام الطائرات بدون طيار في قطاع البناء الإماراتي يعزز اتخاذ القرارات بسرعة أكبر ويحسن مستوى السلامة ويسهم في تعزيز الرقابة والإشراف الفعّال على المشاريع.
اكتساب المواهب وإدارة القوى العاملة بواسطة الذكاء الاصطناعي
يسهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل عملية التوظيف وتحسين طريقة إدارة شركات البناء للقوى العاملة لديها، يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمطابقة المهارات المناسبة مع احتياجات المشروع المحددة من خلال تحليل المؤهلات والخبرات السابقة، وحتى المهارات الشخصية، على سبيل المثال، يمكن للمنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقييم الآلاف من السير الذاتية والتنبؤ بأداء المرشحين في دور معين، ما يسهم في تسريع عملية التوظيف، وهو أمر بالغ الأهمية في المشاريع ذات مواعيد التسليم الضيقة، كما يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لمتابعة إنتاجية العمّال في الوقت الفعلي، ما يوفر رؤى تساعد المديرين على تحسين تخصيص الموارد.
الإمارات: رائدة في تكنولوجيا العقارات
تعتبر الإمارات اليوم من أبرز الدول في مجال الابتكار التكنولوجي في قطاع البناء، مع وجود نحو 200 شركة تعمل في مجال تكنولوجيا العقارات، تُعد الإمارات واحدة من أبرز مراكز تكنولوجيا العقارات في العالم، وقد تضاعف عدد هذه الشركات ثلاث مرات خلال العامين الماضيين، تدعم الحكومة الإماراتية هذه الابتكارات من خلال مبادرات مثل مركز دبي للتكنولوجيا العقارية الذي يهدف إلى دعم 200 شركة ناشئة جديدة في هذا المجال بحلول عام 2030.
من الواضح أن تكنولوجيا العقارات ليست مجرد تطور عابر في مشهد البناء في الإمارات، بل هي عنصر أساسي في إعادة تشكيل الطريقة التي يتم بها بناء المدن وتحقيق التطور المستدام.
CNN News
مجلة 24 ساعة