لعل التكريم الدولي الذي حظي به المخرج ألمودوفار في مهرجان البندقية يعد بمثابة اعتراف دولي كان يطمح إليه منذ فترة طويلة، وبخاصة بعد مشاركاته السابقة في مهرجان“كان”، إذ لم يظفر بـ”السعفة الذهبية” على رغم محاولاته المتكررة لاقتناصها. ومع أنه نال في الماضي جوائز عن أفلام مثل “كل شيء عن أمي” فإن “الأسد الذهبي” هي أرفعها شأناً في مسيرة بدأها خلال السبعينيات من القرن الماضي. صحيح أن جديده لا ينزل تحت المستوى الذي عودنا عليه صاحب “العناقات الكسيرة”، إلا أن هناك أسباباً عدة تجعلنا نعتقد أن الجائزة تأتي بمثابة تكريم عن مجمل مسيرته، لا عن فيلمه هذا تحديداً.
يتناول “الغرفة المجاورة” فكرة الموت الرحيم الذي قد يلجأ إليه البعض عندما تصبح الحياة مستحيلة. ويحكي عنه من خلال قصة سيدة مصابة بالسرطان (تيلدا سوينتون في ثاني تعاون لها مع المخرج) تقرر إنهاء حياتها بطريقة هادئة تكشف تصالحاً مع الذات. وتخطط لذلك برفقة صديقتها (جوليان مور) التي تريدها إلى جانبها في لحظاتها الأخيرة، قبل الانتقال إلى العالم الآخر. هذه السيدة فقدت الرغبة في الحياة بعدما أدركت أن لا أمل من شفائها وهي لا تريد أن تعاني أوجاع الجسد.