وفقاً لدراسة أجراها مكتب الإحصاء الأميركي من خلال بيانات مسح المجتمع الأميركي، لدى المهن التالية أعلى معدلات طلاق، فحلّ العسكريون في المرتبة الأولى مع معدل طلاق إجمالي قدره 3.09 في المئة، وفي المرتبة الثانية من يعملون في مجال دعم الرعاية الصحية بنسبة 2.65 في المئة، أما المرتبة الثالثة فهي للذين يعملون في إعداد الطعام وتقديمه بنسبة 2.49 في المئة.
وعلى رغم ذلك، تبقى حالات الطلاق هذه حبيسة جدران المحاكم وبيوت أصحابها وبعض معارفهم، لكن لا تنام عين المتابعين للمشاهير حول العالم عن تتبع أخبارهم وشؤونهم الخاصة كنجوم هوليوود وغيرهم، وبرز اليوم على الساحة نجوم بطعم الثراء الفاحش، ومع كل خبر عن هؤلاء يتوقف المتابع ليرى ماذا يحدث لهم، تحديداً أولئك الذين يعتبرون أن المال يستطيع أن يفعل المستحيل ويعطي السعادة وراحة البال، فتأتي أخبار طلاقهم وكلفها صادمة للرأي العام وفوق قدرته على استيعابها. كان الطلاق الأغلى في التاريخ بين جيف بيزوس مؤسس “أمازون” وماكنزي سكوت، إذ انفصل الزوجان عام 2019 بتسوية بلغت 38 مليار دولار، مما جعلها الأعلى التي سجلت على الإطلاق، وبلغت ثروة جيف بيزوس 125 مليار دولار، أما ثروة ماكنزي سكوت التي كانت واحدة من أوائل موظفي “أمازون” فتبلغ 27 مليار دولار وتمتلك نحو أربعة في المئة من الشركة، لتصبح واحدة من أغنى الأفراد في العالم.
ويأتي الطلاق بين أليك وايلدنستين، رجل أعمال ومالك خيول سباق، وجوسلين وايلدنستين في المرتبة التالية في القائمة، فبلغت تسوية طلاقهما عام 1999، 3.8 مليار دولار، مما يعادل نحو سبعة مليارات دولار اليوم، وبينما اشتهر أليك بخيول السباق، اشتهرت جوسلين بكثرة خضوعها لجراحات التجميل، فاكتسبت من جراحاتها المكثفة ومظهرها الشبيه بالقطط لقب “المرأة القطة” في الصحافة. الطلاق الثالث في القائمة هو بين عدنان خاشقجي وثريا خاشقجي، إذ انفصلا عام 1980 بتسوية بلغت نحو 874 مليون دولار، مما يعادل 3.2 مليار دولار اليوم. وكان خاشقجي رجل أعمال سعودياً اشتهر بأسلوب حياته الباذخ، واشتهر كذلك بأنه وسيط في قضية “إيران كونترا” خلال الثمانينيات. يأتي طلاق روبرت مردوخ من آنا مردوخ مان عام 1999 في المرتبة الرابعة بتسوية بلغت 1.7 مليار دولار، مما يساوي أكثر من ثلاثة مليارات دولار اليوم، ويُعرف روبرت مردوخ بأنه مؤسس شركة الإعلام News Corp التي تمتلك مئات المنافذ الإعلامية المحلية والدولية حول العالم، وتشمل بعض هذه الوسائل The Wall Street Journal وFox News وThe Sun في المملكة المتحدة وHarperCollins .
أما الخامس في القائمة، فهو طلاق كيم كارداشيان وكانييه ويست بتسوية بلغت 2.7 مليار دولار عام 2022، ويتعين على ويست كذلك دفع 200 ألف دولار شهرياً لدعم أطفالهما الأربعة. وتشتهر كيم كارداشيان بأنها نجمة برنامج تلفزيوني واقعي ورائدة أعمال، بينما كانييه ويست موسيقي ومحطم للأرقام القياسية. وفي المركز السادس يأتي بيرني إكليستون وسلافيكا إكليستون، وبلغت تسوية طلاقهما عام 2009، 1.2 مليار دولار مما يعادل نحو 1.6 مليار دولار بعد تعديل التضخم. وبيرني إكليستون معروف بأنه الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة الـ”فورمولا وان”.
وسابع أغلى تسوية طلاق في التاريخ كانت بين بيل غروس وسو غروس عام 2017، فوصلت إلى 1.3 مليار دولار أي أقل بقليل من 1.6 مليار دولار اليوم، ويُعرف بيل غروس بتأسيس شركةPacific Investment Management Co.، PIMCO. في المرتبة الثامنة على القائمة يأتي ستيف وين وإلين وين. وقد شاركا في تأسيس مجموعة من الفنادق والكازينوهات الشهيرة تحت اسمي Mirage Resorts وWynn Resorts وانفصلا عام 2010 بتسوية بلغت قيمتها مليار دولار، 1.3 مليار دولار بأسعار اليوم. وكان الطلاق التاسع الأكثر كلفة هو طلاق هارولد هام وسو آن أرنال عام 2012، مسجلاً 974 مليون دولار، مما يعادل 1.2 مليار دولار بعد تعديل التضخم، وهارولد هام رجل أعمال في مجال النفط والغاز. وفي نهاية قائمة أغلى 10 حالات طلاق، جاء بطل الغولف تايغر وودز وعارضة الأزياء إيلين نورديغرين، وبلغت تسوية طلاقهما عام 2010 نحو 710 ملايين دولار، أي 979 مليون دولار بعد تعديل التضخم.
وفي حين أن بعض حالات الطلاق المذكورة في القائمة عبارة عن تسويات تقديرية، فلا يمكن إنكار أن الانفصال قد يكون مكلفاً للغاية، إذ يقوم كثير من المشاهير ورجال الأعمال الذين تبلغ ثرواتهم ملايين أو مليارات الدولارات، بإنشاء ضمانات عندما يتزوجون لحماية أصولهم في حالة الطلاق، وتعدّ اتفاقات ما قبل الزواج والصناديق الائتمانية التي تتم تسويتها ذاتياً خيارات شائعة لأولئك الذين يتطلعون لحماية أصولهم. وتحدد هذه الوثيقة التي تسمى أيضاً “اتفاق ما قبل الزواج”، الممتلكات التي يمتلكها كل من الزوجين المستقبليين وحقوق الملكية المتاحة لكل منهما إذا انتهى الزواج. ففي بعض الأحيان يبرم الأزواج هذا النوع من الاتفاقات بعد الزواج، ويُطلق عليها “اتفاق ما بعد الزواج”، إذ يقدر كثير من الأزواج الوضوح المالي الذي يمكن أن يوفره هذا الترتيب، فيمكن لاتفاق ما قبل الزواج أن يقلل من الصراع عندما ينتهي الزواج بالطلاق أو الوفاة، فإذا اختار الشخص عدم إبرام اتفاق ما قبل الزواج، فسيتم تقسيم ممتلكاته وفقاً لقوانين بلده ومنطقته، مما قد لا يؤدي إلى نتيجة مرضية له، لذلك فإن اتخاذ قرار حول ما يجب فعله بممتلكاته مسبقاً يسمح له بتجنب عدم اليقين واحتمال خيبة الأمل.
وقبل أن تفرض المحكمة اتفاق ما قبل الزواج، تسعى إلى تحديد ما إذا كان الاتفاق مكتوباً وواضحاً وعادلاً، كما ستنظر المحكمة في عوامل عدة بما في ذلك ما إذا كان الطرفان كشفا عن شؤونهما المالية بصورة كافية، وكان كل منهما ممثلاً بمستشار قانوني ودخلا في الاتفاق طواعية من دون إكراه، إضافة إلى نظرها في شروط الاتفاق لمعرفة ما إذا كان عادلاً وليس منحازاً. ومن المهم معرفة حدود اتفاق ما قبل الزواج لأن أي بند يتجاوز هذه الحدود قد يبطله بأكمله، فأولاً يجب أن تذكر أن اتفاق ما قبل الزواج هو في الأساس ترتيب مالي، ولا ينبغي أن يمتد إلى علاقة الشخص بأفراد الأسرة الآخرين، أو قراراته في شأن ما إذا كان يرغب في إنجاب أطفال ومتى، أو من هو الشخص الذي يُتوقع منه القيام بمهمات معينة.
ولا يمكن لاتفاق ما قبل الزواج أن يمنح أياً من الزوجين حافزاً للطلاق، مما يعني أنه يجب عليه التفكير مرتين قبل إجراء ترتيب معين حول كيفية تقسيم الممتلكات بعد الطلاق والذي يبدو أنه يفضل أحد الزوجين على الآخر بوضوح، كما لا يمكن لاتفاقات ما قبل الزواج فرض قيود على نفقة الطفل أو حضانة الطفل أو أي حقوق أخرى تتعلق بأطفال الزواج الذي ينتهي بالطلاق.
Independent News سنا الشامي صحفية وكاتبة سورية