الرئيسية / كلمة العدد / الشيخ المزيف !
مودي حكيم
مودي حكيم

الشيخ المزيف !

 منذ مارست العمل الصحافي لمدة عقود ، نسمع دائماً عن حرية الصحافة ونضالها المستمر من أجل العدالة ، وأهمية حماية حرية التعبير ، وهو حق لكل صحافي  لا يتلاعب بالحقيقة ، أو يروي قصص ذات مصادر مزدوجة دون التحقق من صحتها ، فحرية الصحافة ليست حرية الصحفي أو المسؤول في الصحيفة في نشر أو عدم نشر ما يريد بدون ضوابط قانونية وأخلاقية. فالصحافة كسلطة رابعة يجب أن يكون هدفها الأول دائمًا كشف الحقيقة ونشرها . ومع أن القانون ينص على خطوط عريضة للنزاهة والموضوعية في العمل الصحفي، إلا أن الضوابط الأخلاقية وانحياز الصحفي لشرف المهنة هي الأهم في ذلك، وإذا آان الضمير المهني غائب أو مغيب فلا يمكن للقانون ضبط هذه العملية.

 

وفى العالم كله تنص قوانين المطبوعات ونقابة الصحفيين والعقوبات وميثاق الشرف الصحفي على مبادىء النزاهة والموضوعية في العمل الصحفي، لكن الأهم هو الضمير عند متخذ قرار النشر، 

من الصعوبة بمكان أن تبلغ النزاهة في العمل الصّحَفي حد المثالية، لكن من غير اللائق ومن غير الأخلاقي قيام الصحفي أو المحرر بتزوير الحقائق عمدًا. إن تطويع الحقيقة لتناسب مصالح متخذي قرارات النشر ليس أقل من لي ّ عُنْقَها وقذف المصداقية بالحائط. إنَ خلط الرأي بالخبر هو أسوأ أنواع التضليل، ويصل إلى مرتبة التزوير. فالعمل الصحفى عمل نزيه لايقبل التزييف ، يلتزمُ فيه الصحافي قيمَ الحقيقةِ ، ويسمُو بالروحِ الإنسانية ، ليسهم فى  نشر الوعيِ العام بالقضايَا التيِ تَهمُ الجُمهورَ، فإنهَا تطمحُ إلى أنْ تكونَ جسراً بينَ الشعوبِ والثقافاتِ، يعززُ حقَ  الإنسانِ في المعرفةِ واحترامِ الحرياتِ العامةِ وحقوقِ الإنسانْ . 

*** 

 فجاءة فى لندن التى عُدّتَ اليها منذ اسابيع قليلة عاد الحكي ،  بالكلام والقاء الأضواء المثيرة مرة أخري على  قضية صحفي استخدم أساليب شيطانية متنوعة فى عمله الصحفي ، أنه المراسل الصحفي مظهر محمود المولود  لأبوين مهاجرين باكستانيين في المملكة المتحدة . نشأ في سمول هيث، برمنجهام ،  وعرف فيما بعد باسم بالشيخ المزيف ، وقد حصل على عمله كصحفي لأول مرة في سن 18 عامًا، عندما أبلغ عن بيع مقاطع فيديو مقرصنة وفضح أفراد عائلته لقيامهم بذلك  . 

 عادت الى النور قصته التى  تعود  إلى عام 2016، واتهم فيها بخرق مسار العدالة  ، برزت القصة وعادت الحكاوي عن قضية الصحفي المعروف باسم الشيخ المزيف ، بعد أن اهتمت بها شركة انتاج تليفزيوني وأصبحت مسلسلًا يتحدث عنه المجتمع البريطاني  . العمل من إنتاج  Amazon Prime Video Original ، واصدرت منه  فى موسمه الاول ثلاثة أجزاء من إنتاج المنتجة/المخرجة Alexandra Lacey ومخرجة المسلسل Ceri Isfryn. ابتداءً عمله من التسعينيات كصحفي استقصائي في News of the World، سجل مظهر محمود بانتظام سبقاً صحفياً مليئاً بالفضائح والجنس والتفاصيل البذيئة التي غذت الصحافة الشعبية البريطانية. كان غروره كبير وأساليبه كثيرة. لكن العناوين الرئيسية لمقالاته كانت في كثير من الأحيان مستمدة من العمليات الخادعة التي قام بها تحت هويته الملفقة كشيخ عربي ثري ، فى الفيلم تتم  إجراء مقابلات مع زملاء محمود السابقين، بالإضافة إلى الأشخاص الذين عرفوه في حياته الشخصية، كما يعرض فيلم الشيخ المزيفمقابلة مع زملائه والاشخاص اللذين عرفوه ، و تعليقات وسياقًا من بعض الذين شاركوا الفعل وأصبحوا مادة لقنابل الصفحة الأولى ، باعت هذه القصص الكثير والكثير من الصحف. و بعدها فاز محمود بجائزة الصحافة البريطانية لأفضل مراسل للعام 1999.                                                                                        

قصة العمل جذابة ، تحكي عن مراسل صحافة التابلويدمظهر محمود ملك الاثارة والتمويه والفضائح  . من خلال لعب دور شيخ عربي ثري، يخدع عارضات الأزياء وأفراد العائلة المالكة والنجوم من خلال عمليات سرية متقنة. لقد كان على رأس صحف التابلويد البريطانية لما يقرب من ثلاثة عقود. ولكن بعد ذلك يسقط سقوط غير عادي. يصبح محمود نفسه هو القصة التي تتصدر الصفحة الأولى وتنقلب الطاولة . فى العمل التليفزيوني يحاول المراسل مظهر محمود أن يصنع اسمًا لنفسه في عالم الصحافة الشعبية ، يتظاهر بأنه قاتل محترف ويكشف عن طبيب محترم يريد موت عشيقته. لكن ما يريده محمود حقًا هو سبق صحفي كبير. لقد ابتكر عملية سرية جريئة، متظاهرًا بأنه شيخ عربي يسافر بالطائرة ويعيش أسلوب حياة مستهتر لفضح جنح اثنين من أباطرة كرة القدم  . يصبح الشيخ المزيف نجمًا عالميًا بعد سلسلة من التحقيقات الصحفية المذهلة، بما في ذلك الكشف عن مؤامرة لاختطاف عائلة ديفيد بيكهام ولدغة مدرب إنجلترا سفين جوران إريكسون. ولكن مع صعود نجم محمود، تتزايد التساؤلات حول أساليبه، وتتوتر علاقاته مع بعض الأشخاص الأقرب إليه. يبدو أن مظهر محمود لا يمكن إيقافه، على الرغم من شكوكه. ثم تُغلق صحيفة نيوز أوف ذا وورلدبشكل صادم وسط فضيحة وطنية. لكن محمود بقي على قيد الحياة. ينضم إلى صحيفة جديدة ويضع لدغة سرية على نجمة البوب البريطانية، توليسا، بهدف فضحها كتاجرة مخدرات من الدرجة الأولى. ولكن هناك تطور في الحكاية حيث يجد الشيخ المزيف نفسه في عناوين الأخبار ويحاكم  . المراسل البريطاني مظهر محمود هو موضوع The Fake Sheihk ،       وهي سلسلة وثائقية طال انتظارها وتم إصدارها Amazon Prime Video في الربع الأخير من 2023. وقيل إن السلسلة الوثائقية ستتبع صعود وسقوط مراسل  News UK مظهر محمود الذي أصبح مشهورًا بسبب سلسلة من العمليات اللدغة على شخصيات رفيعة المستوى في المملكة المتحدة. وبالعودة إلى عام 2016، برزت قضية الصحفي مظهر محمود، المعروف أيضًا باسم الشيخ المزيف، إلى النور بعد اتهامه بحرف مسار العدالة . خرجت السلسلة الوثائقية Amazon Prime Video Original المكونة من ثلاث حلقات يوم الثلاثاء 26 سبتمبر 2023. ولد محمود لأبوين مهاجرين باكستانيين في المملكة المتحدة في 22 مارس 1963. نشأ في سمول هيث، برمنجهام . عمله الاول  كصحفي  في سن 18 عامًا، فضح فيه اسرته وأفراد عائلته ، عندما أبلغ عن بيع مقاطع فيديو مقرصنة قام بها افراد من عائلته   . 

ولكفائته فى فضح أفراد اسرته ، تم تعيينه من قبل News of the World لمدة أسبوعين تحت الاختبار ،  ثم بدأ العمل في Sunday People كصحفي مستقل. ووفقا لمحمود، فقد تبنى لأول مرة زي الشيخفي عام 1984 عندما دعا البغايا إلى غرفة فندق في محاولة للكشف عن حلقة نائب في فندق ميتروبول في مركز المعارض الوطني، برمنجهام ، مع زميله الصحفي روجر إنسال. في عام 1991، انضم مظهر محمود إلى News of the World  ، وقام بعمليات لاذعة لكشف وفضح عمليات الاحتيال والأفعال الخاطئة التي يرتكبها المشاهير. استهدف محمود عمليات لاذعة على عدة أشخاص من بينهم صوفي، كونتيسة ويسيكس؛ ديفيد ميلور، وزير الدولة السابق للتراث الوطني؛ وتيم يو، وزير البيئة السابق، من بين آخرين. وكشف عن عدد من الأخبار المثيرة للجدل مثل المراهنة على الرياضة، ولسعات الإرهاب، وحتى القبض على المخدرات.                                       

يقول نيل واليس  Neil Wallis المحرر التنفيذي في الصحيفة الأكثر شعبية : «كانت لدى مظهر محمود فكرة «الشيخ المزيف». “قطعة من العبقرية .” مناورة صحافية مسرحية  أجادها ،  عملت على افتراضات المجتمع البريطاني وأحكامه المسبقة فيما يتعلق بالثقافة العربية، سمحت لمحمود بالوصول إلى الأثرياء والمشاهير والأقوياء بطرق لم يتمكن من الوصول إليها من خلال الوسائل الصحفية التقليدية. من خلال ارتداء الكوفية ذات المربعات الحمراء والثوب التقليدي، ولعب دور النخبة الدولية ،  فأختار وضعًا آمنًا لأهدافه ، وعليه تم  بعد ذلك القبض عليهم وهم يدينون أنفسهم على أشرطة كاميراته السرية يتضمن فيلم الشيخ المزيفالكثير من تلك اللقطات التي جمعها المصورون ومحترفو المراقبة الذين عملوا في عصابة الشيخ المزيف ” . 

ونستكمل معا قصة الصحفى .. الشيخ المزيف

 

مودي حكيم

شاهد أيضاً

ثرثرات ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴن .. ﻭﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ من المقاهي 

ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻠﺘﺮﻓﻴﻪ ﻭﻟﻌﺐ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺍﻣﺔ ﺃﻭ ﺩﻭﻣﻴﻨﻮ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻭﺭﻕ …