اصطحبت كورتني ابنها للمرة الأولى إلى طبيب الأسنان ظناً منها أنه يعاني مشكلات في أضراسه، وتلت تلك الزيارة ثلاثة أعوام من الزيارات إلى 17 طبيباً من مختلف التخصصات.
وبعد نصيحة من طبيب الأسنان زار أليكس خبيراً في تقويم الأسنان متخصصاً في انسداد مجرى الهواء، وصف له استخدام جهاز موسّع للحنك على اعتبار أن حنك الطفل صغير جداً قياساً إلى فمه، لذا فهو يتنفس بصعوبة أثناء الليل، بيد أن هذا الحل لم يساعده إلا لفترة وجيزة.
وبعد وقت قصير لاحظت كورتني أن ابنها توقف عن النمو، فزارا طبيب أطفال رأى أن الجائحة قد أثرت سلباً في نمو أليكس وأحاله إلى العلاج الفيزيائي بسبب اختلال في التوازن بين جانبيه الأيسر والأيمن، وفي الوقت الذي كان من المقرر أن يبدأ فيه العلاج الفيزيائي، عانى أليكس صداعاً مؤلماً فلجأ ووالدته إلى طبيب أعصاب شخص إصابته بالصداع النصفي، وكذلك زار اختصاصي أذن وأنف وحنجرة لمعرفة إذا كانت الاضطرابات التي يواجهها في النوم ناجمة عن تجاويف الجيوب الأنفية.
وجدت كورتني المحبطة نفسها أمام حائط مسدود، ولجأت إلى إنشاء حساب على نظام “شات جي بي تي” المدعوم بالذكاء الاصطناعي وأفضت له بأعراض ابنها ونتائج فحوصه بالرنين المغناطيسي، وحينها أشار البرنامج الذكي إلى أن أليكس يعاني مما يسمى “متلازمة الحبل الشوكي المربوط”، فبدا هذا التشخيص منطقياً بالنسبة إلى الأم.
ووفق “الجمعية الأميركية لجراحي الأعصاب” فإن متلازمة الحبل الشوكي المربوط اضطراب عصبي ناجم عن التصاقات في الأنسجة تحد من مرور الحبل النخاعي داخل العمود الفقري، وبعد ذلك زارت كورتني جراح أعصاب تفحص صور الرنين المغناطيسي الخاصة بأليكس وحدد المشكلة، وبعد تشخيصه خضع الصبي لجراحة إصلاح للحبل الشوكي المربوط، ولا يزال في مرحلة التعافي.
ويبدو أن الذكاء الاصطناعي قد أصاب هذه المرة أيضاً، وعلى رغم أنها تبقى حالاً فردية إلا أن عناوين القصص الصحافية التي تناولتها جاءت على نحو “الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء” و “الذكاء الاصطناعي يحقق ما عجز عنه الأطباء” وما إلى ذلك، ولكن نسأل هل هذه التكنولوجيا عصية عن الخطأ في تشخيص الأمراض، أم أنها كحال الأطباء جميعهم قد تصيب وربما تخطئ؟ وماذا عن الفحص السريري البالغ الأهمية، هل في مستطاع روبوت الدردشة أن يحل بديلاً عنه؟
Independent News