الرئيسية / أخبار متنوعة / متفرقات / «أمُّ النُّورِ»

«أمُّ النُّورِ»

في الأسبوعين الأولين من شهر أغسطس (آب), يصوم مسيحيو العالم, و معهم مسيحيو مصر, تضرعاً, و إستشفاعاً, بالبتولة الطاهرة العذراء مريم، حتى إذا ما إنقضت تلك الأسابيع, إحتفلوا بذكرى إنتقال البتولة الطاهرة من رقادها.

و عيد السيدة العذراء من أحب الأعياد عند المصريين, مسيحيين و مسلمين على حد سواء. الترانيم و المدائح الشجية في البتول مريم,  ينشدها المسلمون و المسيحيون على مدار أسبوعين في دير العذراء في جبل “درنكة ” بمدينة أسيوط.

آلاف من المسلمين  المتعبدين يفدون الى الدير لمشاركة المسيحين الاحتفال بمولد العذراء، و إحياء ذكرى لجوء العائلة المقدسة الى مصر درءاً لبطش الملك هيِروُدس, الذي كان يسعي لقتل الطفل يسوع في  فلسطين, فتتعانق قلوب المحبين “لستنا مريم” كما إعتاد  المسلمون تسميتها, فالقرأن الكريم كرّمها تقديراً لقيمتها في ” سورة مريم “, و روى قصتها كاملة,   و وضعها على قمة نساء العالمين, فهي القدوة لجميع النساء من خلال أخلاقها, و عفتها, و حكمتها, و ايمانها بالله,    و ثقتها فى تدبيره, و إرادتها و صبرها على الشدائد، و تم وصفها بصفات عظيمة ومقدسة. و من مكانة مريم عليها السلام، لدى المسلمين، أن الله ذكر إسمها في القرآن الكريم أربعا و ثلاثين مرة, و ما ذكر غيرها من النساء بأسمائهن الصريحة .

و للعذراء مريم محبة كبيرة في نفوس المصريين, مسيحيين و مسلمين, و عندهم لها أكثر من عشرة موالد و يتباركون بها و أشهرهم فى “بياض” في بني سويف, و”دير العذراء ” في جبلي “الطير” و”درنكة ” و في “القوصية” في أسيوط  و غيرها من الموالد.

و في مصر, كرسوا على إسمها خمسمائة كنيسة, و سبعة أديرة حملت إسمها أشهرها “دير العذراء البراموس،” و “دير المحرّق” في أسيوط. و أنت تجد  المسلمات المحجبات أمام “شجرة مريم” في منطقة “مسطرد “يطلبن شفاعتها, و يشعلن الشموع نذرًا لها، كما يفعلن أمام أضرحة الحسين, و السيدة زينب, فالشعب المصري متدين بطبعه و يحترم الرموز الدينية المقدسة.

توالى ظهور السيدة العذراء “أم النور” في مصر. الظهور الأول كان سنة 1968 في  الكنيسة القبطية في منطقة الزيتون،  و المسيحيون يعتقدون، في صميمهم, أن ظهور و تجلي “أم النور” هو دائماً رسالة سلام الى العالم, و ظهورها الى الناس, على إختلاف مللهم و نحهلم, تحمل أيضاً رسائل طمأنينة إلى العالم, ذلك أن ” أم النور هي سيدة جميع الشعوب,        و باستطاعتها أن تمنح السلام للعالم”.

في مثل هذا الوقت من كلّ عام، يحمل الناس تماثيل مريم العذراء، و يطوفون بها في شوارع مدنهم, و قراهم , و نواجعهم، حول العالم. و في بعض الدول مثل فرنسا، و إيطاليا، و لبنان، و سوريا، يُعدّ يوم 15 أغسطس/آب عطلةً رسمية إحتفاءً بانتقال أو رقاد مريم، بحسب المعتقدات المسيحية.

شاهد أيضاً

       عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة “بريتش بتروليوم” بسبب وفاة ابنه

تقدم أبٌ بشكوى ضد شركة النفط البريطانية العملاقة “بريتش بتروليوم” متهما إياها بالتسبب في وفاة …